الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية الشابّي وبن جعفر والــــذاكــــرة

نشر في  27 نوفمبر 2014  (10:53)

أكدت نتائج الدور الأول للانتخابات الرئاسيّة انّ السيدين نجيب الشابي ومصطفى بن جعفر لم يحصلا على نتائج محترمة فقد جنيا حوالي 1 ٪ من الأصوات.. ولقد ارتكبا أخطاء سياسيّة فادحة بتعاملها مع النهضة وكلاهما إنتظر مساندتها لكن هذه الأخيرة ساندت المرزوقي لأنّه سيكون رئيسا مطيعا للحزب الدّيني في حالة انتصاره وعدوّا لحزب نداء تونس ومعرقلا ثابتا للعمل الحكومي، في حين يتمتّع بن جعفر والشابي بشخصيّة قويّة وبتجربة سياسية ممّ يجعلهما يمنعان النهضة من التأثير عليهما بسهولة! ان عدم وقوف رئيس المجلس التأسيسي في بعض الحالات في صفّ القوى الديمقراطية ضدّ النهضة واقتراب الشابي من حزب الغنوشي أضرّا بهاتين الشخصيتين وبحزبيهما وشوّشا على صورتهما..

لكن ورغم كلّ هذا الاخفاق فانّ التاريخ سيظلّ يشهد بأنّ للرّجلين ماضيا في النّضال لا يشكّ فيه أحد فقد صمدا دون أن يغادرا أرض الوطن وعارضا النظام والحزب الواحد بكلّ شجاعة قبل 2011، مظهرين جرأة نادرة في مواجهة النّظام.. وإثر الثورة كانت للسيد نجيب الشابي مواقف حاسمة لفائدة الديمقراطية ومدنية الدولة سيذكرها التاريخ، وفي المقابل لم يكن لحزبه موقف واضح من حركة النهضة بسبب طموحاته الرئاسيّة.. مهما يكن من أمر سيظلّ الشابي من رموز المعارضة ولن ينسى كثير من التونسيين بطولاته وتضحياته.

أمّا السيد مصطفى بن جعفر فقد كان أيضا معارضا شرسا للنظام قبل 2011 وله مواقف يحتفظ بها التاريخ،  فقد دافع بكل حماس عن الديمقراطية خاصّة عندما أوقف اشغال المجلس التأسيسي لاجبار النواب على انتظار قرارات الرّباعي الرّاعي للحوار، لكن اقترابه من حزب الغنّوشي حتى يكون مرشحا توافقيا قضى على كل حظوظه لأنّ النهضة اختارت المرزوقي..
 ورغم ما عرف الشابّي وبن جعفر من اخفاق في الانتخابات الرئاسيّة فانّ التاريخ لن ينسى ما قدّماه من خدمات من أجل بناء دولة القانون والمؤسّسات، دولة العدالة والحرّيات..

المنصف بن مراد